ثمانية أخطاء شائعة في الإسعافات الأولية

 ثمانية أخطاء شائعة في الإسعافات الأولية

من بين الخصال التي يمتاز بها الانسان الإنسانية هو حب المساعدة وهذا شيء جميل. إلا أن جهل الشخص لبعض المبادئ الأساسية للإسعافات الأولية قد يأتي بنتائج عكسية، فبدل مساعدة وإنقاذ الضحية قد ينتهي الأمر بجعل الضحية في خطر أكبر. في هذا المقال سنتعرف على الأخطاء العشرة الشائعة والتي تعتبر أخطاء خطيرة للغاية. وبدل ذلك سنتعرف على الأمور التي يجب فعلها في كل حالة اعتمادا على كلام الخبراء في هذا المجال.


- الخطأ الأول: إمالة الرأس للخلف أثناء الرعاف أو نزيف الأنف:

يعتبر نزيف الأنف من الأمور الكثيرة الحدوث عند الكثير من الأشخاص. ويحدث الرعاف بسبب ضعف الاوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الجزء الداخلي للأنف، لكونها من أكثر الأجزاء الحساسة في الجسم. ومن المعروف والمتداول عند الأغلبية أن كيفية التعامل مع هذا الامر يكون بإمالة رأسنا للوراء، وهذا خطأ كبير جدا قد يكون سبب في انتقال الدم إلى الحلق مما قد ينتج عنه الاختناق أو بلع الدم. والطريقة الصحيحة لوقف نزيف ألأنف هي أن تجلس وتتكئ إلى الأمام قليلا. ثم تضغط باستعمال الأصابع على جسر أنفك لمدة 10 دقائق مع استعمال الثلج أو الماء البارد لمساعدة الاوعية الدموية على تقلص وابطاء النزيف. خلال هذه المدة قم بالتنفس عن طريق الفم.

- الخطأ الثاني: ارغام الشخص المغمى عليه على الجلوس:

عندما يصاب شخص بالإغماء لا يجب الإسراع الى إجلاسه. الخطوة الأولى هي فحص نفسه ونبضه عن طريق ملاحظة حركة الصدر والاحساس بتدفق الهواء من الأنف والفم بتقريب خدنا الى وجه الشخص المغمى ومحاولة سماع صوت الشهيق والزفير. بعد ذلك نقوم بتسريح المسالك التنفسية عن طريق فك كل ما من شأنه أن يعيق عملية التنفس من حزام أو ربطة العنق، ثم رد الرأس للخلف لمنع رجوع اللسان للخلف. بعد التأكد من أن المصاب يتنفس نقوم بوضعه في الوضعية الجانبية للسلامة. أما في حالة أن المصاب لا يتنفس فيجب القيام فورا بالتنفس الصناعي والضغط على الصدر أي الانعاش القلبي الرئوي. والاسراع لطلب الاسعاف.

- الخطأ الثالث: القيام بضغطات البطن أو مناورة هيمليك مباشرة لضحايا الاختناق:

هناك إرشادات حددها الصليب والهلال الأحمر حول طريقة تقديم الإسعافات الأولية والتعامل مع المصاب بالاختناق. فبدل القيام مباشرة بمناورة هيمليك يجب أولا القيام بالخطوة الأولى وهي الوقوف خلف الشخص المختنق وإمالته إلى الأمام. ثم ضربه 5 مرات على ظهره باستعمال كعب اليد. إذا لم يساعد ذلك في طرد الطعام العالق خارج الفم. يمكنك اتباعه بمناورة هيمليك بتوجيه 5 ضغطات قوية وسريعة الى الداخل ثم الأعلى على البطن واستمر في ذلك حتى ينتفخ مجرى الهواء ويعود إلى حالته الطبيعية.

- الخطأ الرابع: وضع حرارة على التواء أو كسر:

فتطبيق الحرارة على مكان الاصابة سيزيد من تدفق الدم والذي سيزيد من التورم بدل علاجه. أفضل طريقة لعلاج مثل هذه الحالات هي وضع الثلج من أجل التخفيف من التورم والتشنجات العضلية. يجب لف الثلج حول قماش ولا يجب وضعه مباشرة على الجلد حتى لا يؤدي الى احمرار وحرق الجلد. ضعه لمدة 20 دقيقا تقريبا.

- الخطأ الخامس: علاج الحروق بسرعة كبيرة:

عند الإصابة بحروق تستوجب علاج منزلي ولا تتطلب استشارة الطبيب. الخطوة الأولى لعلاج الحرق تكون باستعمال الماء البارد على المنطقة المتضررة. ولكن لا يجب القيام بذلك لمدة ثوان أو دقائق قليلة. بل يجب إبقاء الحرق تحت الماء لمدة تصل إلى 20 دقيقة من أجل تبريد أيضا الحرارة التي يمكن أن تتعمق إلى أسفل الجلد. لذلك يجب الإبقاء على الماء على الحرق من أجل تبريد طبقات الجلد الداخلية، وليس فقط الاقتصار على تبريد الجلد الخارجي.

- الخطأ السادس: محاولة إزالة الشظايا من جسمك:

في حالة دعسك على زجاج أو قطعة معدنية. لا تقم بإزالة الشظايا العالقة بجسمك. فقد تكون الأداة التي ستستعملها لإخراجها غير معقمة أو قد يكون عمق الجرح أكثر مما تتخيله. والذي قد يؤدي إلى إصابتك بالتهاب أو التسبب في مزيد من الأضرار من خلال اضاعة واستنزاف كمية كبيرة من الدم أو قطع أحد الأوردة. لذلك يجب استعمال أداة نظيفة ومعقمة أو ترك الأمور للمختصين للقيام بالإجراءات اللازمة.

- الخطأ السابع: عدم معرفة ما تفعله:

معظم الأشخاص الطيبين تكون لهم نية حسنة في مساعدة شخص يوجد في حالة طوارئ ويهرعون لتقديم يد المساعدة له. ولكن يجب الحذر من هذا الأمر، فقيامك بهذا العمل بشكل غير صحيح قد يؤدي بالضحية إلى ضرر أكبر. مثلا القيام بمناورة هيمليك أو الإنعاش القلبي الرئوي بشكل غير صحيح، أو محاولة تحريك شخص يعاني من كسر في أحد أضلاعه. قد يشكل هذا خطأ فادحا للغاية. لذلك فعند مواجهة حالات خطيرة، إذا لم يكن لك دراية بالقواعد الأساسية للإسعافات الأولية فإن فأول ما يجب القيام به هو الاتصال بالإسعاف وطلب المساعدة حتى يشرح لك المختص ما يجب القيام به في انتظار وصولهم إلى عين المكان.  

- الخطأ الثامن: استخدام عاصبة لجرح ينزف:

يمكن للعاصبة (الغارو أو المكربة) أن توقف النزيف عند الشخص الذي ينزف. ولكنها ليست الحل الأمثل لجميع أنواع الجروح. فهي تستعمل فقط للتحكم في نزيف الأطراف المهددة للحياة. فقد يؤدي وضع العاصبة على شخص يعاني من نزيف حاد في ذراعه أو ساقه إلى ايقاف تدفق الدم إلى الطرف بأكمله مما يحول دون وصول الاكسجين الى الانسجة ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى بتر الطرف.  تستعمل العاصبة للأطراف فقط، ولا يجوز استعمالها أبداً للرأس والعنق والبطن والصدر. لا يجب أن تكون العاصبة الخيار الأول إلا إذا كان النزيف غير متحكم فيه بعد القيام بكل محاولات ايقافه.

في النهاية يعتبر الالمام بالقواعد الاساسية للإسعافات الاولية أمر بالغ الاهمية لمعرفة كيفية التعامل بالشكل الصحيح مع الحالات التي قد تواجهها في منزلك أو عملك أو أيضا على الطريق. إذا لم يكن لك أي معرفة بهذه الامور فأفضل ما يجب القيام به هو الاتصال بالإسعاف وطلب المساعدة ليقوموا بإعطائك النصائح الضرورية للتعامل مع الضحية أو انتظار قدومهم من أجل قيامهم بالواجب.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-